نفاة الصفات الاختيارية ثلاث طوائف: الطائفة الأولى: أتباع الجعد بن درهم والجهم بن صفوان، وهؤلاء أصلاً ينفون هذه الصفات وينفون الصفات الأخرى زيادة عليها.
الطائفة الثانية: المعتزلة وهؤلاء ينفون الصفات جميعاً، سواء كانت اختيارية أو ذاتية.
الطائفة الثالثة: الكلابية والأشاعرة والماتريدية، وهم أتباع أبي منصور الماتريدي، وهو من الحنفية، اتبع منهاج الكلابية، فصار الأحناف المتأخرون على طريقته وطريقة ابن كلاب.
وعقيدة ابن كلاب أو الكلابية فرخت طائفتين: الطائفة الأولى: الأشعرية.
الطائفة الثانية: الماتريدية.
والأشعرية والماتريدية هما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة، ولهذا حصرت المسائل التي اختلف فيها الأشاعرة والماتريدية فوجدت أنها في بضع عشرة مسألة تقريباً، شققها بعضهم فزادها وضم بعضهم بعض المسائل إلى بعض وجعلها بشكل مختصر، أما المسائل الكبار والقواعد الأساسية فإنهم يتفقون عليها، ويقولون بها.
إذاً: دروس الصفات مهمة جداً، والحديث عنها مهم جداً؛ لأنها من الصفات التي اتفق النفاة على نفيها، وهناك صفات لم يتفقوا على نفيها، مثل: الصفات الخبرية الذاتية، فالأشاعرة الأوائل يثبتونها كـ أبي الحسن الأشعري والباقلاني وبعض تلاميذ أبي الحسن الأشعري كـ ابن مجاهد والطبري وغيرهما، والطبري هذا ليس هو صاحب التفسير إنما هو رجل آخر من تلاميذ أبي الحسن الأشعري، فهؤلاء كانوا يثبتون لله الوجه والعينين واليدين والعلو وغير ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى التي ينكرها المعتزلة، مع أنهم اتفقوا مع المعتزلة في نفي الصفات الاختيارية عن الله عز وجل.