بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)) [البقرة: 30] فالتسبيح والتقديس والتنزيه كلها تدل على نفي المعائب، فالقدوس: المنزه عن كل سوء وعيب، ومن عبارات السلف في تفسير القدوس: الطاهر (?).

وقوله: (عن كل سُوء وحَين، وتنزه عن كل عيب وشَين).

السوء والحَين والعيب والشَّين، عبارات كلها معناها: الأمور المذمومة، فهو تعالى منزه عن كل عيب وسوء ووصف قبيح، فهو منزه عن القبيح في أسمائه وصفاته وأفعاله، فله الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأفعاله كلها كمال، كما تقدم (?) في الحديث في دعاء الاستفتاح: (والشر ليس إليك) فهو لا يضاف إلى الله اسما ولا صفة ولا فعلا؛ لكن السوء والشر والزين والشين يوجد في مفعولات الله ـ أي: مخلوقاته ـ، أما أفعاله تعالى فكلها عدل وحكمة، فخلقه تعالى للأشياء المتضادة من الحسن والقبيح والنافع والضار، والملائكة والشياطين، والصحة والمرض، والموت والحياة، كل ذلك على وفق الحكمة، فله الحكمة البالغة في خلقه للأضداد.

ومن حكمه ما بينه لنا تعالى، ومنها ما يظهر لنا بالتأمل والتدبر والتفكر، وما خفي علينا منها ـ وهو الأكثرـ فعلينا أن نفوض ذلك إلى علمه سبحانه، ونؤمن بأن له الحكمة البالغة، وتفاصيل ذلك لا تحيط به عقول العباد ((وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمَاً)) [طه: 110] سبحانه وتعالى، فلا نحيط بحكمته كما لا نحيط علما بمخلوقاته.

وقوله: (قال تعالى: ((لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)) [الأنبياء: 23]).

ختم الشيخ هذه العبارات المتعلقة بالقدر بهذه الجملة المقتبسة من القرآن: ((لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)) [الأنبياء: 23]، هذا مما وصف الله به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015