وهناك مفكر غربي ملحد اسمه أدنكتوت قَالَ: إن قلنا: "الله" عدنا إِلَى مشاكل الكنيسة، ومن قَالَ: "الطبيعة" فهذا إنسان جاهل أحمق ومغفل، ثُمَّ وجد أن علماء عصره يسمونها "الصدفة"، فإذا سئلوا: كيف نشأ الكون؟ قالوا: صدفة. فلم يجد بداً أن يسمي نظريته: "ضد المصادفة"، فالذي أنشأ الإِنسَان هو ضد المصادفة ولا يقدر أن يقول: الله، لأن الله هو ذلك التابع للكنيسة. فكلام شارح الطحاوية حق، وهو أنه لا يوجد أحد ينكر وجود الله عَلَى الحقيقة، لكن الشيوعيون والملاحدة يسمونه بغير اسمه، فهذا مجمع عليه بين بني الإِنسَان حتى الأطفال يسألون في كل شيء من أتى بهذا؟

لأن الفطرة في ذهن البشر أنه لابد وراء كل موجود من فاعل، ولذلك الذي جَاءَ به الأَنْبِيَاء هو أن يعبد هذا الخالق وحده لا شريك له، كما جَاءَ في الحديث القدسي: إنني والجن والإنس لفي أمر عظيم أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي) والله تَعَالَى يفضح كل معاند وكل جبار وكل كذاب، فمسيلمة مثلاً يتفل في عين الرجل حتى تبرأ فتعمى عينه فضيحة من الله، حيث أراد أن يتشبه بمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما تفل في عين علي فبرأت، ولم يوجد أحد ادعى أنه خلق أبداً، وما ادعاه الكذابون فقد فضحهم الله، لئلا يغتر بهم أحد.

ويدل عَلَى ذلك الدلائل الفطرية، والآيات الكونية، والبراهين العقلية، ولذلك قال المصنف: [ومنهم من اعترف بالعجز عن تقرير هذا بالعقل، وزعم أنه يتلقى من السمع] .

إثبات وجود الله موجود في الفطرة قبل أن يعقل الإِنسَان وهو "الميثاق الفطري". وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا [الأعراف:172] فإذا تحركت العقول بالنظر فإنها لا تخرج إلا بهذه النتيجة، وهو أنه موجود.

فواعجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015