وهي كلمة معروفة باللغات القديمة وباللغة العربية، ومعناها واحد هو: الطبيعة والمدلول كذلك واحد -أي: فعيلة بمعني مفعولة أو بمعني فاعل- مثل أن تقول: فلانة كريمة بمعنى كارمة، أو امرأة قتيلة بمعنى مقتولة، فالطبيعة إما فاعلة أو مفعولة، فإن كانت فعيلة بمعنى مفعولة فلا شيء فيها، ومعناها: أنها مخلوقة، فلا بد لها من خالق وهو الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فإن كانت فعيلة بمعنى فاعلة ومعناها أنها خالقة، قلنا: أنتم سميتم الله تَعَالَى بغير اسمه، ولا يقولون الخالق هو الله، لأنهم لا يعرفون إلا الله التابع للكنيسة التي لا يتفقون معها، فاختاروا اسماً بعيداً فسموه الطبيعة، ولذا وجد في أوروبا في القرن التاسع عشر ما يسمى بالدين الطبيعي، والفلاسفة الطبيعيين، وعلم الاجتماع الطبيعي، وهذه النظريات تقول: إن الطبيعية هي الجمال الذي في الكون، وفي الأدب الرومنسي يقولون: "عبادة الطبيعة" لأن الطبيعة هي المناظر التي تعجبنا، والدين الطبيعي كما يقول روسو: "دين حر ليس كمثل أديان الكنيسة"، فإن رجال الدين يأتون بما يخالف العقول، فيفرضون الإتاوات والعشور والرهبنة عَلَى الناس، بخلاف الدين الطبيعي؛ فإنك تعشق وتحب وتتزوج وتقول الشعر وترسم كما تشاء، والكنيسة تقول: لا ترسم إلا صورة العذراء وصورة المسيح، وفي الحقيقة لا يوجد شيء اسمه دين طبيعي، ولكنهم أتوا بهذا الاسم حتى يخرجوا من سيطرة البابوات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015