والمناسبة في سؤال الله بهَؤُلاءِ الثلاثة من الملائكة أنهم موكلون بأمور الحياة هكذا جعلهم الله -تعالى-، فعندما يدعو العبد بهذا الدعاء فكأنه يدعو الله الذي جعل عَلَى أيدي هَؤُلاءِ الثلاثة الحياة وهو ربهم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يحيي قلبه بالهداية قال المصنف: [فجبريل موكل بالوحي الذي هو سبب حياة القلوب] جبريل أمين الوحي، وبالوحي تحيى القلوب وتحيى الأمم أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ [الأنعام:122] فهذا النور هو القُرْآن العظيم، وهو الذي أحيا الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- به القلوب الميتة، وفتح به الآذان الصم، والأعين العمي: أي بالنبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبما أعطاه الله من الوحي.

[وميكائيل موكل بالقطر] والقطر المطر وهو سببٌ لحياة الحيوان، والنبات في هذه الحياة الدنيا.

[وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي هو سبب حياة العالم وعود الأرواح إِلَى أجسادها] ينفخ النفخة الثانية فيقوم الخلائق لله رَبِّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فالنبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويتوسل إليه سبحانه وتعالى بربوبيته لهؤلاء الملائكة العظام الثلاثة الذين بهم حياة القلوب، والأحياء، والأجساد بعد الموت، أن يمن عليه بمعرفة الحق المختلف فيه. [فاطر السماوات والأرض] هو الله سبحانه وتعالى الذي أنشأهما وذللهما ابتداء لم يشاركه فيه أحد وأوجدهما على غير مثال سابق لهما عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَة [الأنعام:73] أحاط بكل شيء علماً يعلم الغيب والشهادة ولا يخرج عن علمه أي أمر مختلف فيه بين الناس، والنَّاس يختلفون لقلة أفهامهم في العلم؛ لأن النَّاس يتفاوتون في الفهم حتى العالم الكبير قد يخفى عليه أمور من العلم، لكن عالم الغيب والشهادة لا يخفي عليه شيء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015