ثُمَّ يقول المُصنِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ-: [والدواء النافع لمثل هذا المرض] مرض الشك والريب وعدم معرفة الأدلة ووضوحها أمام اختلاف الآراء فيها [ما كَانَ طبيب القلوب صلوات الله وسلامه عليه يقوله: إذا قام من الليل يفتتح الصلاة] كما في صحيح مسلم [اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إِلَى صراط مستقيم] خرَّجه مسلم وهذا تعليم لنا، فنحن أحوج -بلا شك ولا ريب- إِلَى أن ندعو بهذا الدعاء، والنبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هداه ربه إِلَى ما اختلف فيه من الحق من هذه الأمور، عَلَى أن كثيراً مما يختلف فيه علماء الكلام هو بالنسبة لنا إذا أخذناه من كلامالسلف الصالح ومنهجهم لا اختلاف فيه ولا شبهة ولا شك، لكن قد توجد أمور دقيقة في بعض المسائل مما يغمض ويدق فهذا الذي ندعو الله أن يرينا الحق فيه، وقد كَانَ أكابر العلماء كشَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ- يدعون بهذا الدعاء وأمثاله، إذا أشكلت عليهم المسائل وتعقدت عليهم الأمور فترى أحدهم يتوجه إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ لأنه هو الذي يعلم الغيب وهو الذي بيده كل شيء، وهو الذي سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أحاط بكل شيء علماً.
ثُمَّ يقول المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ: [توسل صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ربه بربوبية جبريل ... ] يعني: ربوبية الله -تعالى- لجبريل وميكائيل وإسرافيل [أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه إذ حياة القلب بالهداية] فإذا لم يكن القلب مهتدياً كَانَ ميتاً.
والقلوب ثلاثة أنواع:
1- قلب حي.
2- قلب ميت.
3- قلب مريض.
وقد دل القُرْآن عليها وجاءت بذلك الأحاديث، والقلب يحيى بالهداية وبالإيمان بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وبقراءة القرآن، وبذكر الله، وبالتفكر في آلاء الله، وشكره عليها.