ثُمَّ قَالَ: [أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون -وهذا هو وجه الشاهد من الحديث- اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إِلَى صراط مستقيم] فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الذي يحكم بين عباده وقد اختلف أهل الكتاب من قبلنا واختلفت هذه الأمة والله -تعالى- هو الذي يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون وجعل لذلك أجلاً مسمى ليبلو بعضهم ببعض قال تعالى: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ [يونس:19] فهذا دعاء عظيم نسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يهدينا إِلَى الصراط المستقيم إنه سميع مجيب.

قال الطّّحاويّ رَحِمَهُ اللهُ:

[ولا يصح الإيمان بالرؤية لأهل دار السلام لمن اعتبرها منهم بوهم أو تأولها بفهم، إذ كَانَ تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف إِلَى الربوبية بترك التأويل ولزوم التسليم وعليه دين الْمُسْلِمِينَ، ومن لم يتوق النفي والتشبيه زلَّ ولم يُصب التنزيه]

قَالَ المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:

[يشير الشيخ -رَحِمَهُ اللهُ - إِلَى الرد عَلَى المعتزلة ومن يقول بقولهم في نفي الرؤية وعلى من يشبه الله بشيء من مخلوقاته فإن النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر) الحديث، أدخل "كاف" التشبيه عَلَى "ما" المصدرية أو الموصولة بـ "ترون" التي تتأول مع صلتها إِلَى المصدر الذي هو الرؤية، فيكون التشبيه في الرؤية لا في المرئي. وهذا بيَّنٌ واضحٌ في أن المراد إثبات الرؤية وتحقيقها ودفع الاحتمالات عنها وماذا بعد هذا البيان وهذا الإيضاح؟ ‍!

فإذا سلط التأويل عَلَى مثل هذا النص كيف يستدل بنص من النصوص؟!

وهل يحتمل هذا النص أن يكون معناه: إنكم تعلمون ربكم كما تعلمون القمر ليلة البدر؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015