أي: وجد أنهم في حيرة وفي ندم وفي تخبط سواء كَانَ الغزالي أو الجويني، وقبلهم الأشعري وعندما قَالَ: سأؤلف هذا الكتاب، ليقطع الريب، وليأتي بالعلم الصحيح، سُبْحانَ اللَّه! وهل هذا مما وكل إلىالشهرستاني أو إِلَى من هو أجل وأعظم منه؟ لا والله، فلم يرجع الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّاس لمعرفة الحق واليقين والهدى إِلَى الشهرستاني ولا غيره، وإنما هو في كتاب الله وفي سنة رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلو أنه -وهو يعبِّر عن حال هَؤُلاءِ الناس- قَالَ: كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى: "الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من اتعظ بغيره" ورأى مصير هَؤُلاءِ، وهنا مسألة نريد أن ننبه عليها لها أثرها بالنسبة للشهرستاني وهي أن مقولة ابن السمعاني فيالشهرستاني: أنه كَانَ متهماً بالميل إِلَى أهل الإلحاد.

وكذا قالها الخوارزمي وياقوت الحموي.

وفسرها ابن حجر -رَحِمَهُ اللَّهُ- فقَالَ: وكان الشهرستاني مائلاً إِلَى مذهب الإسماعيلية وهم الذين يسمون أهل الإلحاد، وكان إلحادهم مشهوراً عند العامة والخاصة، عند أهل السنة، وعند الأشعرية، وعند المعتزلة بل حتى عند الشيعة الإثنى عشرية، يعتبرون الشيعة الإسماعيلية ملاحدة، فكان الشهرستاني مائلاً إِلَى قول الملاحدة وكانوا في تلك الفترة -أي فترة القرن السادس- لهم انتشار ووجود كبير، وهذا أيضاً مما يعين عَلَى فهم نفسية الرجل، ومع ذلك يعتبره بعض النَّاس من أئمة أهل السنة، ويقولون: كتابهنهاية الإقدام من أعظم ما كتب في نصرة مذهب أهل السنة، سُبْحانَ اللَّه كيف يكون من كَانَ متفلسفاً متكلماً مائلاً إِلَى نصرة الإسماعيلية من أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ؟!

توبة الجويني وسببها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015