ثُمَّ يقول المصنف: [وكذلك أبو عبد الله مُحَمَّد بن عمر الرازي] ، الفخر أو فخر الدين، وقد ترجم له الحافظ الذهبي رَحِمَهُ اللَّهُ في الميزان في حرف الفاء وأخذ باللقب وقد أورد الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللَّهُ في اللسان إشكالاً في ترجمة الآمدي، وقَالَ: إنه أي الذهبي أدخل ترجمة الآمدي وترجمة الفخر الرازي في الميزان وهما مما لا يدخل في موضوع الكتاب، وهذا نقلاً عن ابن السبكي صاحب طبقات الشافعية، عندما لام الحافظ الذهبي بقوله: لماذا تدخل الرازي في كتاب الميزان؟!، وكتاب الميزان وضع فيه الرجال المتكلم فيهم من الرواة. والفخر الرازي ليس من أصحاب الرواية، ثُمَّ اعتذر عنه فقَالَ: ولعله أراد أن يبين أمره لأنه عنده من المبتدعة. والآمدي أيضاً ذكر في قسم السيف الآمدي.

يقول الحافظ ابن حجر: ذكره باللقب دون الاسم، كأنه يشعر بالتقليل من شأنه فالله أعلم، يقول الحافظ ابن حجر -رَحِمَهُ اللَّهُ- في لسان الميزان في ترجمة الشهرستاني: إن الشهرستاني له شيء من الرواية، ومع ذلك لم يدخله الذهبي في الميزان، فَيَقُولُ: إذا كَانَ الأمر أمر بيان لأهل البدع فليدخل كل أهل البدع، وإن كَانَ الأمر أمر الرواية فإن الرازي لا رواية له، وشَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ كثيراً ما يسميالرازي بابن الخطيب، لأن أباه كَانَ خطيب الري، وهي من أكبر المدن في بلاد الفرس، ويُقَالَ: إنها هي التي تسمى اليوم طهران، والنسب إِلَى الري رازي، وهو خطأ مخالف للقياس؛ لأن الزاي هذه زيادتها مخالفة للقياس، وهكذا وقع الاصطلاح: أنهم يزيدونها، والرازي ألف كتاباً سماه أقسام اللذات يقول فيه هذه الأبيات:

نهاية إقدام العقول عقال وغاية سعي العالمين ضلال.

وكما بينا أن إقدام العقول وخوضها فيما لم تخلق له نهايته ضلال، وغايته لا خير فيه، يقولالرازي:

وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذىً ووبال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015