الوجه الثالث: قول المُصْنِّف فقوله: رَسُول لٌ أَمِينٌ دليل عَلَى أنه لا يزيد في الكلام الذي أرسل بتبليغه ولا ينقص منه؛ بل هو أمين عَلَى ما أرسل به يبلغه عن مرسله، وهنا علق الشيخ الألباني كما علق الشيخأحمد شاكر في الطبعة القديمة، يقول الشيخ أحمد شاكر رَحِمَهُ اللَّهُ: (إن الآية التي ذكرها الشارح إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُول لٍ كَرِيمٍ جاءت مرتين في سورة الحاقة آية 40، وسورة التكوير آية 19، ثُمَّ قال في سورة التكوير: ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثُمَّ أَمِينٍ يقول: فتعبير المُصْنِّف بقوله: "رَسُول أمين" فيه شيء من التساهل؛ لأنه لم يرد به حكاية التلاوة "بمعنى: ليس هناك آية تقول رَسُول أمين من الآيتين" وإنما أراد المعنى فقط، ولو وصف الرَّسُول بأنه أمين لكان أدق وأجود، وهذا معنى واضح.

فقوله: رَسُول أمين، المقصود وصف الله تَعَالَى للرَسُول بأنه رَسُول أمين دليل عَلَى أنه لا يزيد في الكلام، الذي يؤمر بتبليغه، ولا ينقص منه شيئاً، ولو كَانَ هو الذي ينشأ الكلام ويحدث الكلام من عند نفسه، لما كَانَ لهذه الصفة ميزة، فإن الإِنسَان لا يُقال عنه: إنه أمين في كلامه إلا باعتبار ما ينقل أو ما يتكلم به عن الغير، أما إذا تكلم عن نفسه فلا يقَالَ: إنه أمين فيما قال عن نفسه، وإنما يقال صادق أو ما أشبه ذلك.

الوجه الرابع: أن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قد كفَّر من جعله من كلام البشر، ولا شك في كفر من قال ذلك، لكن ما الفرق بين القولين؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015