فإنه لا بد أن يكون الناظم أو المتكلم أحدهما، فإما أن يكون جبريل هو الذي نظمه ورتبه وقاله، أو مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا لا يمكن أبداً؛ بل هو يدل عَلَى أن كلاً من جبريل ومُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما هما إلا رسول، والذي تكلم به وقاله بهذا الترتيب المعروف المقروء هو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لكن جبريل بلَّغه من الله إِلَى مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمعه من جبريل ثُمَّ بلغه إلينا.

فهذا رَسُول من الله إِلَى مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورَسُول الله مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واسطة بيننا وبين جبريل عَلَيْهِ السَّلام، فالذي تلقاه من الله عَزَّ وَجَلَّ أمين حفظه لم يزد فيه ولم ينقص، وإلا لحصل له الوعيد الذي توعد الله به في سورة الحاقة، وفي سورة الإسراء وغيرهما.

فإذاً الإضافة هنا للتبليغ كما قال المصنف، لأنه لو أحدثه أحدهما أو تكلم به أو نظمه لامتنع أن يكون الآخر محدثاً وناظماً له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015