والمصنف رَحِمَهُ اللَّهُ أشار هنا إِلَى عدة مواضع ذكرها البُخَارِيّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى في صحيحه، وهي قوله باب كلام الرب تَبَارَكَ وَتَعَالَى مع أهل الجنة، وساق فيه عدة أحاديث قَالَ: [فأفضل نعيم لأهل الجنة هو رؤية وجهه تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وتكليمه لهم؛ فإنكار ذلك إنكار لروح الجنة وأعلى نعيمها وأفضله الذي ما طابت لأهلها إلا به] وهذا حق، وسوف نأتي -بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَلَى مبحث إثبات الرؤية وهناك نأتي عَلَى هذه الأحاديث بالتفصيل.
ويتبين لنا أن رؤية الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هي أعظم نعيم في الجنة، وهي المزيد الذي يجعله الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كما قَالَ: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26] فرؤية وجه الله تَعَالَى زيادةٌ عَلَى الجنة، فهي أعظم النعيم، فمن أنكر كلام الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لأهل الجنة ورؤيتهم له فقد أنكر أعلى وأفضل نعيم في الجنة.
ولهذا قال أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ كيف يرجو من ينكر رؤية الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ويرد الآيات والأحاديث في ذلك أن يراه، وقد كَانَ في الدنيا ينكر ذلك؟ وكيف يرجو أن يدخل جنته؟ وأعظم نعيم في هذه الجنة هي رؤيته تَبَارَكَ وَتَعَالَى فيزعم الإسلام والإيمان ويرجو أن يدخل الجنة وهو ينفي أعظم نعيم في الجنة جَاءَ التصريح به في كتاب الله وفي سنة رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هذا عجيب في أمره.
والآن ننتقل إِلَى إحدى الشبهات في قولهم: إن القُرْآن مخلوق.
رد شبهتهم في الاستدلال بقوله تعالى: ((الله خالق كل شيء))
قَالَ المُصْنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ:
[وأما استدلالهم بقوله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء [الرعد:16] والقرآن شيء، فيكون داخلاً في عموم "كل " فيكون مخلوقاً!! فمن أعجب العجب.