وقال صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وأعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا) .

وقال صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات) ] اهـ.

الشرح:

المثال الثاني: هل الصفة زائدة عَلَى الذات أم لا؟

أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ لم يستخدموا هذه الفلسفات ولم يتساءلوا: هل صفات الله هي ذاته أو ليست بذاته؟ لأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى طهر عقولهم، وزكاها عن الخوض في مثل هذه الأمور الجدلية الفلسفية، التي هي في الحقيقة منقولة عن قدامى اليونان الذين تقعروا في أمثال هذه المسائل، لكن لما اضطر أهل السنة أن يردوا عليهم ويبينوا لهم خاضوا في هذا المجال.

فنقول: ماذا تقصدون بقولكم الصفة زائدة عن الذات أو هي غير الذات؟

إن أردتم أن هناك ذات مجردة من الصفات فهذا مستحيل ولا يوجد في الخارج، وإن أردتم أن هناك ذاتاً، وهذه الذات لها صفات موصوفة بها من باب التفرقة الذهنية فقط، فهذا المعنى صحيح.

فلا يوجد في خارج الذهن شيء لا صفة له مطلقاً؛ لأن صفات الشيء ملازمة لذاته، وأقل شيء صفة الوجود، فكونه موجود، فلا بد أن له من صفة الوجود، وهذه الصفة لا يجوز أن تنفك عنه إلا إذا عدم الشيء، فهذا هو التفصيل.

ومن أمثلة ذلك عندما يقول الإِنسَان: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يستعيذ بالله، وعندما يقول: أعوذ بعزة الله، أو أعوذ بقدرة الله من شر ما أجد وأحاذر ... فالعوذ بعزة الله وقدرته عوذ بالله؛ لأن القدرة أو العزة هي عين الذات.

فإذا استعذنا بصفات الله دل ذلك عَلَى تلازم صفات الله لذاته، فمن استعاذ بشيء من صفات الله فقد استعاذ بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فلا انفكاك بينهما.

وكذلك: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) .

و (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015