يقول: فمن أراد الوقوف عَلَى الحقائق، وأراد اتباع الدليل الصحيح، ومعرفة ما يصف به ربه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وما يدل عَلَى ذلك وما لا يدل، فليواظب عَلَى سماع الأحاديث النبوية، فهو الدليل والمنهج الصحيح الهادي إِلَى الرشاد في معرفة الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وفي معرفة الحلال والحرام والأحكام والآداب والفضائل والسنة.
ففيها إثبات هذه الأحاديث التي إثباتها وسماعها علىالجهمية، بمنزلة الصواعق؛ لأن القوم قد أعموا أبصارهم ولا يريدون أن يسمعوا بأي حال من الأحوال ما يخالف ما استقرت عليه قلوبهم المريضة وعقولهم الضالة.
قال المصنف رحمه الله تعالى:
[وكيف تُعلم أصول دين الإسلام من غير كتاب الله، وسنة رسوله؟ وكيف يُفسر كتاب الله بغير ما فسره به رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحاب رسوله الذين نزل القرآن بلغتهم؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم ": من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار " وفي رواية: " من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار، وسئل أبو بكر رضي الله عنه عن قوله تعالى: وَفَاكِهَةً وَأَبّاً [عبس:31] . ما الأب؟ فقال: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني، إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟
وليس تشبيه رؤية الله تعالى برؤية الشمس والقمر تشبيهاً لله؛ بل هو تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئي بالمرئي، ولكن فيه دليل على علو الله على خلقه. وإلا فهل تعقل رؤية بلا مقابلة؟ ومن قال: يُرى لا في جهة فليراجع عقله!! فإما أن يكون مكابراً لعقله أو في عقله شيء، وإلا فإذا قال يرى لا أمام الرائي ولا خلفه ولا عن يمينه ولا عن يساره ولا فوقه ولا تحته، رد عليه كل من سمعه بفطرته السليمة] اهـ
الشرح:
حديث: (من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار) حديث ضعيف لأن مدار سنده على عبد الأعلى بن عامر الثعلبي وهو ضعيف، والحديث الآخر أيضاً: (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) حديث ضعيف.