وكانت العرب تنظر إِلَى الروم نظرة عالية كما ينظر مثلاً الآن بما يسمى، العالم الثالث إِلَى أمم الحضارة أن نظرتها أصوب ورأيها أدق، وكذلك معروف عن هرقل هذا وعن أمثاله الحلم والحكمة والروَّية، فكانوا يزنون رأيهم وزناً ثُمَّ إنه لقوتهم وهيبتهم وبطشهم يعلمون أنه لن يؤثر فيهم أي قوة، فكيف يرون أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصل إِلَى هذه القوه، لذلك قال أبو سفيان: لقد أَمِرَ أمر ابن أبي كبشة -يريد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أي أن أمره قد ظهر حتى ليخافه ملوك بني الأصفر ملوك الروم صاروا يهابون مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا الشيء عجيب ذهل أبو سفيان منه.

نأتي إِلَى أسئلة المناظرة التي هي أكثر من عشرة أسئلة كلها في صميم إثبات نبوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ المُصْنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ:

[وكذلك هرقل ملك الروم فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما كتب إليه كتاباً يدعوه فيه إِلَى الإسلام، طلب من كَانَ هناك من العرب وكان -أبو سفيان قد قدم في طائفة من قريش في تجارة إِلَى الشام فسألهم عن أحوال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأل أبا سفيان وأمر الباقين إن كذَب أن يكذبوه، فصاروا بسكوتهم موافقين له في الإخبار.

سألهم: هل كَانَ في آبائه من ملك؟

فقالوا: لا.

قَالَ: هل قال هذا القول أحد قبله.

فقالوا: لا.

وسألهم: أهو ذو نسب فيكم؟

فقالوا: نعم.

وسألهم: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟

فقالوا: لا ما جربنا عليه كذباً.

وسألهم: هل اتبعه ضعفاء النَّاس أم أشرافهم؟

فذكروا أن الضعفاء اتبعوه.

وسألهم: هل يزيدون أم ينقصون؟

فذكروا أنهم يزيدون.

وسألهم: هل يرجع أحد منهم عن دينه سُخطةً له بعد أن يدخل فيه؟

فقالوا: لا.

وسألهم: هل قاتلتموه؟

قالوا: نعم.

وسألهم عن الحرب بينهم وبينه؟

فقالوا: يدال علينا مرة ونُدال عليه أخرى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015