إن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى له أفعال تقتضي وجود وظهور آثاره، ومن أسماءه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى "القهار، شديد العقاب، سريع الحساب" فلو لم يكن هنالك من يُقهر، ويُحاسب، ويُعاقب، ما ظهر أثر هذا الاسم، وأيضاً "ذي البطش الشديد".
فلو لم يوجد مجرم مذنب يكون أهلاً لوقوع البطش لما ظهر أثر هذه الصفة.
وفي "الخافض" لو لم يوجد من يخفض ويستحق الخفض لما ظهر أثر هذا الاسم، وهو الخافض.
وفي "المذل" لو لم يوجد من يستحق أن يذلَّ لما ظهر أثر هذا الاسم، أو الفعل.
فالقهار المنتقم يدل عَلَى أنه يوجد من يقهر، ويوجد من ينتقم، عدلاً، ومن عومل بالعدل فقد هلك.
"والضار" لأن الله تَعَالَى هو النافع الضار، فلو لم يوجد من يُضر بإذن الله سبحانه تعالى، وينزل به ضرر من الله، فأين سيظهر أثر هذا الاسم؟
وهكذا كثير من أسماء الله وأفعاله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تقتضي وجود آثارها، وقد ذكر المُصْنِّف آثار أسمائه المقابلة لهذه الأسماء المذكورة وهي المتضمنة لحلمه وعفوه ومغفرته.
قال الشيخ: "فإن هذه الأسماء والأفعال" إذاً فبعضها أسماء، وبعضها أفعال، فهو لم يحب أن يدخلنا في قضية، هل هذا اسم أم أنه ليس اسم بل هو فعل، لكن كونها أفعال فلا شك أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يفعل الانتقام، فهو إذاً منتقم، فقد سمى نفسه "عزيز ذو انتقام" وكونه "ضار" نَحْنُ لا نذكر هذا الاسم إلا مقروناً، فهو الأسماء التي لا تذكر مفردة، لكن نقول الله هو النافع الضار، والكلام الآن في جانب واحد وهو جانب الضرر، ويأتي بعد ذلك الجانب الآخر في الحكمة التالية التي تليها، فالكلام الآن عن جانب الضرر: القهر، الانتقام، الغضب، العقوبة.