وذلك أنه قَالَ: لَوْ كَانَ َ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ وهم لم يقولوا: إن العالم له صانعان بل جعلوا معه آلهة اتخذوهم شفعاء وَقَالُوا: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] بخلاف الآية الأولى] اهـ..
الشرح:
هذه الكلمة مهمة وهي قول المُصْنِّف رَحِمَهُ اللَّهُ: [وتوحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس] فإن من أثبت أن الله خالق رازق محي ومميت، لا يلزم منه ولا يتضمن أنه مفرد وموحد له بالعبادة وبالطاعة، وهذا هو المهم في العلاقة بين التوحيدين، وفي بيان أن توحيد الألوهية هو الأهم.
وأما قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: قُلْ لَوْ كَانَ َ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً [الإسراء:62] فهي أيضاً تتضمن برهاناً يقينياً عَلَى أن الإله المعبود واحد سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وكأنه يقول: لو كَانَ معه آلهة كما يقولون أو كما يزعمون إذاً لابتغوا إِلَى ذي العرش سبيلاً، فالمُشْرِكُونَ يثبتون ذا العرش الإله الأعظم أو الإله الأكبر -كما يسمونه- الذي هو الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ويثبتون معه آلهة أخرى هي شفعاء وتقرب إِلَى الله -سبحانه- وهي واسطة ووسيلة إِلَى الله سبحانه -كما يقولون- فيرد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عليهم فَيَقُولُ: لو كَانَ هَؤُلاءِ الآلهة موجودين -كما تزعمون- لابتغوا إِلَى ذي العرش سبيلاً.
وفي معنى: لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا:
يقول بعض المفسرين: أي لابتغوا طريقاً إِلَى مغالبته، أي: لو كَانَ هناك آلهة لغالبوا ذا العرش حتى يكونوا هم الآلهة الكبرى، ولكن هذا المعنى مرجوح.