فلو كَانَ الله هو وحده المعبود المطاع واتُبعت أوامره -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لما كَانَ إلا الصلاح والخير، ولما وجد هذا الفساد في الأرض بإطلاق.

وكذلك القتل فالعالم يموج ويضطرب بالقتل، لا يكاد يمر يوم إلا والقتلى بسبب حروب أو انفجارات أو تدميرات، لأن الله ليس هو وحده المعبود -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بل اتخذوا آلهة من دون الله، فأطاعوا أحباراً ورهباناً أرباباً أو زعماء من دون الله -سُبْحَانَهُ- ومن هنا كَانَ الفساد والاضطراب في الأرض.

ولذلك فهذه الآية عَلَى قلة ألفاظها تدل عَلَى هذه المعاني كلها وأنه لَوْ كَانَ َ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا [الأنبياء:22] فالفساد الواقع في الأرض اليوم إنما هو نتيجة أن المحكم هو غير شريعة الله -سُبْحَانَهُ- فجميع الشرور التي في العالم هذا مصدرها وهذا سببها.

توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس

قَالَ المُصْنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:

[وتوحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس. فمن لا يقدر عَلَى أن يخلق يكون عاجزاً. والعاجز لا يصلح أن يكون إلهاً قال تعالى: أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ [الأعراف:191] .

وقال تعالى: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [النحل:17] .

وكذا قوله تعالى: قُلْ لَوْ كَانَ َ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً [الإسراء:42] وفيها للمتأخرين قولان:

أحدهما: لاتخذوا سبيلاً إِلَى مغالبته.

والثاني: وهو الصحيح المنقول عن السلف كقتادة وغيره، وهو الذي ذكره ابن جرير ولم يذكر غيره: لاتخذوا سبيلاً بالتقرب إليه، كقوله تعالى: إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً [الإِنسَان:29] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015