والدعوة الثانية: (أن لا يسلط عَلَى أمته أهل الشرك) وفي رواية حديث شداد قال: (ولا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم) فاستجاب الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن لا يسلط علينا الكفار فيستأصلونا جميعا، فإنه لا تزال في هذه الأمة طائفة باقية، ولا تزال طائفة منصورة يقاتلون عَلَى أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله، فلا يسلط الله علينا اليهود ولا النَّصَارَى ولا الْمُشْرِكِينَ، فيبيدونا إبادة تامة حتى لا يبقى عَلَى وجه الأرض مسلم، فهذا لا يقع.
والدعوة الثالثة: (أن لا يجعل بأسنا بيننا شديداً) .
وهذه لم تُستجب للرَسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الله تَعَالَى له: (يا محمد، إني إذا قضيت قضاء فإن قضائي لا يرد، وإني لن أهلك أمتك بسنة بعامة) أو (وإني وعدتها ألا أهلكها بسنة بعامة وألا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم حتى يقتل بعضهم بعضا، ويسبي بعضهم بعضا) .
وهذا الذي جَاءَ في الحديث قد جَاءَ في صريح القُرْآن مع بيان سبب النزول، وهو قول الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في سورة الأنعام: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْض [الأنعام:65] .