وأما دلالة هذا الحديث ومعناه فنقول لهم: إنّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل كل الأَنْبِيَاء ليسوا مجابي الدعوة بإطلاق، فليس صحيحاً أنّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تستجاب له كل دعوة يدعو بها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا لا غرابة فيه، بل وردت وصحت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث لم يستجب فيها دعاؤه، لأن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- له حكم عظيمة لا يدركها أحدٌ من البشر وإن كَانَ نبيّاً.

وهو -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- قد قدر أقدارًا، وقد كتب في اللوح المحفوظ أقداراً وأموراً مما تقتضيها حكمته، فتقع هذه الأمور وتجري في الكون، ولا يحيط الأَنْبِيَاء ولا غيرهم بها علماً.

فيأتي النبي فيدعو الله بدعوة، ويكون الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- قد قضى وقدر أن هذا الأمر يمضي وينفذ، فلا تستجاب دعوة النبي في هذا الأمر، ولا يعني هذا أن النبي غير مقبول عند الله، فإن جميع الأَنْبِيَاء مقبولون عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولا سيما رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي هو أفضلهم، وهو سيد ولد آدم يَوْم القِيَامَةِ ولكن لله تَعَالَى حكم عظيمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015