والشرك كما يباعد النَّاس عن الله وعن الجنة، فإنه يفرق القلوب، لأنه كذب وافتراء، فالحسين مثلاً: يُعبد في العراق عَلَى أن قبره هناك! ويُعبد فيالشام عَلَى أن قبره هناك! ويُعبد في مصر عَلَى أن قبره هناك! أو نفيسة، وزينب، وعَلِيّ، هم في كل مكان، حتى عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِب -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ- فإنه معروف قطعاً أنه إنما قتل في الكوفة، ودفن فيها في مكان مجهول، ومع ذلك نجد في مدينة من المدن الإسلامية التي تقع عَلَى الحدود مع الاتحاد السوفيتي، اسمها مزار شريف -أي المزار الشريف، فيقولون: هو دفن هناك وراء تركستان عَلَى حدود النهر.
وحدثني بعض إخواننا من تلك البلاد ممن درسوا معنا، أن عدد من يزور هذا المزار يصل أكثر من أربعة ملايين سنوياً.
-سُبْحانَ اللَّه العظيم! - كيف يلعب الشيطان بعقول هذه الأمة؟!، نعجب أن لعب بعقول اليهود والنَّصارَى واستحقوا اللعن الذي قاله النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لعن الله اليهود والنَّصارَى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ونعجب أكثر لأمة التوحيد التي تقول: لا إله إلا الله، والتي ترفع مآذنها خمس نداءات في اليوم "أشهد أن لا إله ألا الله وأشهد أن محمداً رَسُول الله"، فوافقنا أهل الكتاب اليهود والنَّصارَى -أعداء الله- في الشركيات وفي عبادة غير الله، فكيف تقدس أمة تتبع أعداء الله وتواليهم؟!.