والرابعة: يتمسح بالشجرة ويقول كما كَانَ يقول المُشْرِكُونَ في نجد قبل دعوة الشيخ مُحَمَّد بن عبد الوهاب رَحِمَهُ اللهُ إذا أتوا إِلَى الجذع الضخم من جذوع الشجرة -النخل الذكور- قالوا: (يا فحل الفحول أبغي ولد قبل الحول) يعني: تريد من الشجرة أن تعطيها ولداً قبل نهاية الحول، فكأن الذي يخلق الأولاد والذرية هو هذه الأشجار.

والصحابة -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم- كانوا يحاربون أشد المحاربة كل ما يخرم كمال التوحيد، أو يخدش جناب التوحيد، ولو كَانَ من آثار النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فضلاً عن غيره، ولهذا قطعت تلك الشجرة، ويجب أن تقطع كل شجرة يظن فيها ذلك، ويجب أن يطمس ويسوى كل قبر يظن فيه ذلك، حتى نحمي جناب التوحيد ونحفظه.

وأما قبره صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكما تعلمون جميعاً أن قبر النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس مسجداً، ولم يكن موجوداً في المسجد؛ كما يظن الجهال، وإنما يدفن الأَنْبِيَاء في المكان الذي قبضوا فيه، كما في الحديث الصحيح {ما قبض الله نبياً إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه} ، فيدفن في المكان الذي قبض فيه، ودفن صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجرة عَائِِِشَةَ، ودفن بجواره صاحباه الصديق رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ والفاروق رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015