2-والملأ الذين استضعفوا وهم الأتباع وحواشي الناس، وطبيعة الطبقة العليا -المستكبرين في الأرض- أنهم يحادون ويعاندون أي دعوة جديدة، وخاصة إذا كانت ناشئة من الطبقات الدنيا، الذين لا مال لهم ولاجاه عندهم، ولذلك قالوا: لَوْلا نُزِّلَ هَذَا القُرْآن آنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف:31] لأن النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس من أصحاب الثرآء، ولا من أصحاب الأموال، فيعترضون عَلَى الأَنْبِيَاء بهذه الاعتراضات.

فالاعتراضات قديمة من عهد نوح عَلَيْهِ السَّلام، كل نبي يعترض عليه باعتراضات قديمة، والأنبياء يأتون بالحجج والبراهين والآيات البينات، التي لا يملك أي بشر إلا أن يؤمن بنبوتهم، ومن ثُمَّ يؤمن بأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حق، فإن أعتى طواغيت العالم -وهوفرعون- يتحدث عنه القُرْآن أنه يأتيهم هذا النبي وحده منفرداً، قد نشأ وتربى في بيته وفي رعايته، ولم يكن يدري أن له أباً ولا أماً ولا أحداً، وإنما هو لقيط، التقطه من البحر وربّاه، ثُمَّ يأتي ويقتل النفس ويهرب، ويقدر الله سبحانه أن يأتي هذا الذي تطالبه العدالة، وتبحث عنه لتقتص منه، وإذا به يدعي النبوة.

وجاء بدعوة جديدة غريبة، لا يطيق فرعون أن يسمعها ولا يأبه لها، فهل قال له موسى: القضية خبرية؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015