الرافضة يقولون: لا ولاء إلا ببراء، ومعنى ذلك: أن من تولى أهل البيت لزمه أن يتبرأ من غيرهم من الخلفاء الثلاثة وبقية الصحابة، ونحن نقول: صحيح أنه لا ولاء إلا ببراء، ولكن من الذي نتولاه؟ نتولى المؤمنين كلهم وهم الصحابة ومنهم أهل البيت، ومن الذين نتبرأ منهم؟ نتبرأ من المنافقين، ونتبرأ من الكافرين عموماً، ونتبرأ ممن أمرنا بالبراءة منه ولو كانوا أقارب، كما قال إبراهيم عليه السلام: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} [الزخرف:26] ، {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّه} [الممتحنة:4] هؤلاء هم الذين نتبرأ منهم، فلا ولاء إلا ببراء، فيكون ولاؤنا للمؤمنين ومن جملتهم الصحابة، وبراؤنا من الكافرين ولو كانوا أقارب، ولاؤنا لأولياء الله الذين قال فيهم: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُو} [البقرة:257] وبراؤنا وتبرؤنا من أعداء الله ومن جملتهم أولياء الشيطان الذين قال الله فيهم: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ} [البقرة:257] .
أما الرافضة فعندهم أن الولاء هو ولاء أهل البيت خاصة الذين هم علي وذريته وزوجته وأم زوجته التي هي خديجة ومن كان معهم من المقربين عنده أو نحوهم، وأما البراء فإنه البراء من غيرهم، كالبراء من أبي بكر وعمر، والبراء من جابر وأنس، والبراء من ابن عمر وابن عباس وسائر أجلاء الصحابة، والبراء من أبي هريرة وغيره من الصحابة، ولماذا البراء منهم؟! يقولون: نتبرأ منهم؛ لأنهم مرتدون وخارجون عن الإسلام!