المبتدعة يقولون: إن النصوص من القرآن صحيحة ولكن ليست صريحة، أي: محتملة للتأويل، فلأجل ذلك نعتمد على التأويل، ويحزنهم إذا رأوا آيات العلو مجموعة في موضع، وكذلك إذا رأوا آيات الاستواء مجموعة في موضع، وكذلك إذا رأوا آيات إثبات السمع، أو البصر، أو إثبات الرؤية أو نحو ذلك؛ لأنه يشق عليهم تأويلها إذا كانت مجتمعة، ولكن إذا فسروا فإنهم يفسرونها متفرقة، ويتأولونها، ويحملونها على محامل بعيدة.
كذلك يقولون: الأحاديث إما صحيحة وليست صريحة, فيسلطون عليها التأويل، أو صريحة ولكنها لا تفيد إلا الظن، وهي التي يسمونها: أخبار الآحاد، فلا يجعلونها حجة إلا في الأعمال لا في العقائد، فيبطلون بذلك شريعة الله.
وأهل السنة يقبلونها كما هي، ويصفون الله تعالى بموجبها، ويتوقفون عن كنه الصفة وكيفيتها، وذلك هو العلم الذي استأثر الله تعالى بعلمه.