مراتب الشهادة

قال رحمه الله تعالى: [وعبارات السلف في (شهد) تدور على الحكم والقضاء والإعلام والبيان والإخبار، وهذه الأقوال كلها حق لا تنافي بينها، فإن الشهادة تتضمن كلام الشاهد وخبره، وتتضمن إعلامه وإخباره وبيانه] .

كلمة (شهد الله) قيل: معناها علم، وقيل: أخبر أو بيّن أو علّم خلقه، أو أمرهم وألزمهم به، والكلمة تحتمل ذلك كله، أي: علم بوحدانيته وهو أعلم بنفسه وبخلقه، وقيل: بين ذلك وأظهره، وقيل: أخبر به عباده وأعلمهم به، وقيل: أمر عباده وألزمهم بأن يوحدوه، وأن يخلصوا له العبادة، هذا هو حقيقة: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} [آل عمران:18] .

قال المؤلف رحمه الله: [فلها أربع مراتب: فأول مراتبها: علم ومعرفة واعتقاد لصحة المشهود به وثبوته.

وثانيها: تكلمه بذلك، وإن لم يعلم به غيره، بل يتكلم بها مع نفسه ويتذكرها وينطق بها أو يكتبها.

وثالثها: أن يعلم غيره بما يشهد به ويخبره به ويبينه له.

ورابعها: أن يلزمه بمضمونها ويأمره به.

فشهادة الله سبحانه لنفسه بالوحدانية والقيام بالقسط تضمنت هذه المراتب الأربع: علمه بذلك سبحانه، وتكلمه به، وإعلامه وإخباره لخلقه به، وأمرهم وإلزامهم به] .

يقول: إن هذه الشهادة تضمنت هذه المراتب الأربع، تضمنت أن الله علم بذلك، وهو أعلم بنفسه، ثم بعد ذلك تكلم به، ثم بعد ذلك علّم به خلقه، ثم بعد ذلك أمرهم به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015