Q ذكر في كتاب العقيدة أن من أسباب الشرك عبادة الكواكب واتخاذ الأصنام بحسب ما يظن أنه مناسب للكواكب من طباعها، فما المقصود بقوله: (بحسب ما يظن أنه مناسب للكواكب من طباعها) ؟
صلى الله عليه وسلم يقولون: إن هناك من يعبد الكواكب، والذين يعبدونها يبنون هياكل، والهيكل هو الصورة التي يظنونها على صورة نجم أو نوء من الأنواء، ثم ينظرون إلى حركة ذلك النجم فيسندون إليه بعض التأثير، فيقولون: من طبيعة هذا النجم الحرارة، أو: من طبيعته البرودة، أو: من طبيعته الرطوبة، أو: من طبيعته الجفاف واليبس، أو ما أشبه ذلك، فإذا مطروا مطراً قالوا: هذا صدق نجم أو نوء كذا وكذا فيجعلون المطر من طبيعته، وإذا أصابتهم رياح قالوا: أثارها النجم الفلاني أو النوء الفلاني، وإذا ثارت سحب نسبوها إلى الأنواء.
فالطبائع هي إما شدة البرد، أو شدة الحر أو الجفاف واليبس وقلة الأمطار ونحوها، أو كثرة الأمطار، أو هبوب الرياح، أو إثارة السحب أو ما أشبه ذلك، فيزعمون أنها هي التي تثيرها هذه الكواكب ونحوها، ونسوا أن الله تعالى هو الذي يتصرف في الكون: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف:57] ، وهو الذي سخرها كما في قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ} [النحل:12] ، فإذا كانت كلها مسخرات فكيف يكون لها تأثير؟! وكيف يكون لها طبائع تلائمها؟!