تعطي الضّجيع إذا تنبّه موهنا … منها وقد أمنت له من يتقّي
عذب المذاق مفلّجا أطرافه … كالأقحوان من الرّشاش المستقي
والرّشاش: جمع مفرده الرش، وهو المطر القليل، ولعل الشاعر أراد: الأقحوان المستقي من الرشاش فقدم.
البيت للشاعر خفاف بن ندبة، يصف فرسا، يقول: إذا ابتلت حوافره من عرق أعاليه، جرى وهو متروك لا يضرب ولا يزجر، ويصدقك فيما يعدك البلوغ إلى الغاية، فقوله:
مصدق: بفتح الميم، وسكون الصاد، أي: صادق الحملة، يقال ذلك للشجاع، والفرس، والجواد.
والشاهد: «مودوع»، اسم المفعول من الفعل المضارع «يدع»، بمعنى يترك، وقد زعموا أن الفعل «لم يدع»، لا يأتي منه غير لفظه، ولكن النصوص جاءت بالماضي والمصدر، واسم الفاعل واسم المفعول. [الخزانة ج 6/ 472، واللسان «صدق، وودع»].
البيت للممزّق العبدي، نسبة إلى عبد القيس، واسمه شأس بن نهار، وإنما لقب الممزق لقوله:
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل … وإلا فأدركني ولما أمزّق
والبيت الشاهد من قصيدة في الأصمعيات، يخاطب فيها الملك عمرو بن هند، وكان قد همّ بغزو عبد القيس، فقال الممزق هذه القصيدة يستعطفه. وفيها وصف لناقته التي حملته إلى عمرو بن هند. والنسيف: أثر ركض الرّجل بحنبي البعير. والأفحوص: مجثم القطاة، أي: مبيتها. والقطاة: طائر. والمطرّق: بفتح الراء، صفة ل «الأفحوص»، أي:
المعدل، وبكسر الراء: صفة ل «القطاة»، وهي التي حان خروج بيضها.
والشاهد: «تخذت»، فهو فعل ماض نصب مفعولين، الأول: نسيفا، والثاني: الظرف في قوله: «لدى»، ويروى «إلى جنب»، فيكون الجار والمجرور مفعولا ثانيا.
[الأصمعيات/ 164، والخصائص/ 2/ 287].