بالنصب على الظرفية خبرا مقدما والكاف مبتدأ. وفي الموضوع كلام غير ما ذكرته، فانظر في اللسان.
البيت للحطيئة. ويريد أن شرّ ميتة يموتها الرجل، أن يموت بين أهله، فهو بمنزلة المرأة. قال النحاس: أراد وشرّ المنايا منية ميّت، فحذف. [شرح أبيات سيبويه ص 73 وهو في الكتاب 1/ 109، و «الإنصاف» ص 61].
البيت منسوب لمضرّس بن ربعي الأسدي، وقبل البيت:
فلما لحقناهم قرأنا عليهم … تحيّة موسى ربّه إذ يجاوره
ومعنى البيت الشاهد: أن تلك النسوة قلن: أول مشرب نشربه يكون على ذلك المكان المسمّى الفردوس، فقال: نعم. هذا يقع، إن ضرب وأبيحت دعاثره، وهي حياضه المتثلمة - جمع دعثور - بضم الدال، فلم يمنع منه أحد. وأما مع عمارته فهو مصون ممنوع لا سبيل إلى الوصول إليه. وفي الشطر الأول قراءتان: الأولى: أن تجعل جملة (على الفردوس أول مشرب) مقول القول، وهي جملة اسمية من مبتدأ وخبر، والثانية:
أن تجعل (على الفردوس) حالا. أي: وقلن حال كونهن نازلات على الفردوس، وأول مشرب: مبتدأ خبره محذوف، أي: لنا، والجملة مقول القول.
والشاهد: (أجل جير) لأن كليهما بمعنى الايجاب، ذكرهما معا للتأكيد كأنه قال: أجل أجل أو جير جير. و «جير» بالكسر، كأمس وبالفتح للتخفيف كأين، وكيف، حرف جواب بمعنى نعم، وزعم الجوهري أنها اسم بمعنى «حقا» وقال: إنها يمين للعرب فتقول: جير لا آتيك. وزعم آخرون بأنه اسم فعل بمعنى «أعترف».
قال البغدادي: ولكن رواية البيت في الأصمعيات: [وليس في الأصمعيات كما زعم]:
وقلن على الفردوس أول محضر … من الحيّ إن كانت أبيرت دعاثره
وليس فيه (أجل جير) والذي فيه الشاهد هو شعر طفيل الغنوي وهو: