وقبل البيت:

إني لباك على ابني يوسف جزعا … ومثل فقدهما للدّين يبكيني

والبيتان نسبهما المبرد في الكامل إلى الفرزدق، في رثاء محمد أخي الحجاج ابن يوسف ومحمد ابن الحجاج بن يوسف، فإنه جاءه نعي أخيه يوم مات ابنه ولا أعلم سبب الموت، فإن كانا قد ماتا في معركة جهادية، أو ماتا مرابطين في جيش على الثغور، فإننا نقول: يرحمهما الله، مع المبالغة في تفضيلهما على الناس بعد الخلفاء. أما إذا ماتا حتف أنفهما، فإننا نقول للشاعر كذبت، لأننا لا نعلم للرجلين سوابق محمودة.

وللحجاج، على ما ذكروا من سفكه الدماء أعمال محمودة في الفتح، ولعلّ الله يغفر له بسببها ما اقترف من الذنوب وقد ذكر النحوّيون البيت الشاهد، لأنّ الشاعر كسر نون النبيين، فجره بالكسرة على النون مع أنه جمع مذكر

سالم، ويعرب بالواو والياء، فقال قائل: إنها ضرورة، وقال قائل إنهم يجرّون كل الجموع بالحركات، وقد جاءت أمثلة كثيرة لهذا الشاهد، يجرّون جمع المذكر السالم بالكسرة. وقد لاحظت أن أغلب الأمثلة جاءت في حال الجرّ ولم أجد مثالا في حال الرفع، فلم يقل واحد مثل «من المسلمون» ولذلك يمكن القول: لعلها لغة في هذا الجمع أن يجر بالكسرة حين يكون مجرورا بالياء. والله أعلم. [الخزانة ج 8/ 60، 66، وشرح المفصل ج 5/ 14، والهمع ج 1/ 49، والشعر ليس في ديوان الفرزدق].

284 - وأهجو من هجاني من سواهم … وأعرض منهم عمّن هجاني

البيت غير منسوب، وأنشده السيوطي شاهدا لتقديم متعلق الصلة على الاسم الموصول. وذلك في الشطر الثاني. قوله: منهم عمن هجاني. وأصل الكلام وأعرض عمن هجاني منهم. [الهمع ج 1/ 88].

285 - ربّه امرأ بك نال أمنع عزّة … وغنى بعيد خصاصة وهوان

البيت غير منسوب. وأنشده السيوطي شاهدا على أن «ربّ» تجرّ ضميرا ويجب كون هذا الضمير مفردا مذكرا، وإن كان المميز مثنى أو جمعا أو مؤنثا. وكونه يفسره نكرة منصوبة، مطابقة للمعنى الذي يقصده المتكلم، وتليه النكرة غير مفصولة عنه، فيقال: ربّه رجلا ورجالا، وربّه امرأة ورّبّه امرأتين .. وأنشد البيت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015