لِأَنَّهُمْ بِنَفْسِ الدُّخُولِ صَارُوا غُزَاةً الْآنَ، فَكَانُوا مَدَدًا لِلْجَيْشِ يُشَارِكُونَهُمْ فِيمَا أَصَابُوا، قَبْلَ أَنْ يَلْتَحِقُوا بِهِمْ.
- وَلَوْ أَسْلَمَ قَوْمٌ مِنْ الْمُرْتَدِّينَ فِي دَارِ الْحَرْبِ، ثُمَّ الْتَحَقُوا بِالْعَسْكَرِ، فَحَالُهُمْ وَحَالُ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ يُسْلِمُ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ سَوَاءٌ. لِأَنَّهُمْ حِينَ دَخَلُوا دَارَ الْحَرْبِ مُرْتَدِّينَ، فَقَدْ صَارُوا أَهْلَ حَرْبٍ، فَبَعْدَ ذَلِكَ، وَإِنْ أَسْلَمُوا وَالْتَحَقُوا بِالْجَيْشِ، لَا يَكُونُونَ غُزَاةً، بِمَنْزِلَةِ الْمَدَدِ لِلْجَيْشِ، مَا لَمْ يُقَاتِلُوا مَعَهُمْ دَفْعًا عَمَّا أَصَابُوا.
- وَلَوْ أَنَّ قَوْمًا لَا مَنَعَةَ لَهُمْ دَخَلُوا دَارَ الْحَرْبِ بِغَيْرِ إذْنِ الْإِمَامِ، وَأَصَابُوا شَيْئًا، ثُمَّ لَحِقَهُمْ قَوْمٌ لَا مَنَعَةَ لَهُمْ أَيْضًا، وَلَكِنْ بِإِذْنِ الْإِمَامِ، فَالْتَقَوْا بَعْدَ مَا أَصَابَ كُلُّ فَرِيقٍ شَيْئًا، فَإِنْ لَمْ يَصِيرُوا أَهْلَ مَنَعَةٍ، بَعْدَ مَا الْتَقَوْا، فَمَا أَصَابَ الْمُتَلَصِّصُونَ قَبْلَ أَنْ يَلْتَقُوا، أَوْ بَعْدَ مَا الْتَقَوْا، يَكُونُ لَهُمْ خَاصَّةً، وَلَا خُمُسَ فِيهِ. لِأَنَّهُ لَا يَتَغَيَّرُ حُكْمُ مَا أَصَابَهُمْ بِالِالْتِقَاءِ، فَهَؤُلَاءِ إذَا لَمْ يَصِيرُوا بِهِمْ أَهْلَ مَنَعَةٍ فَيَبْقَى الْحُكْمُ فِيمَا أَصَابُوا عَلَى مَا كَانَ قَبْلَ أَنْ يَلْتَحِقُوا بِهِمْ، فَكُلُّ مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ خَاصَّةً، بِخِلَافِ مَا إذَا كَانَ الَّذِينَ الْتَحَقُوا بِهِمْ أَهْلَ مَنَعَةٍ، فَقَدْ تَغَيَّرَ صِفَةُ إصَابَتِهِمْ وَإِحْرَازِهِمْ بِالِالْتِحَاقِ بِهِمْ.
- وَمَا أَصَابَ الَّذِينَ دَخَلُوا بِإِذْنِ الْإِمَامِ، قَبْلَ الِالْتِقَاءِ