ومن يحكم عليه خياله من أهل التشبيه، والتجسيم ما يتخيله في حق الحق سبحانه من الجهة والحد والمكان، ولذا قال: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} يعني ما رأى في تلك الليلة من عجائب الآيات، كأنه سبحانه وتعالى يقول: ما أسريت به إلا لرؤيته الآيات، لا "إلي" فإني لا يحدني مكان، ونسبة الأمكنة إلى نسبة واحدة، فكيف أسري به إلي، وأنا عبده، وأنا معه أينما كان، ولله در القائل لا محا معنى ما ذكر:
سبحان من أسرى إليه بعبده ... ليرى الذي أخفاه من آياته
كحضوره في غيبة وكسكره ... في صحوه والمحو في إثباته
ويرى الذي عنه تكون سره ... في منعه إن شاءه وهباته