7ـ معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ "أولئك يشبهون المجوس، وهؤلاء يشبهون المشركين".
أقول: يقصد شيخ الإسلام أن الصوفية الملاحدة الحلولية والوجودية الذين جلّ همهم التوحيد الكوني، يزعمون (أن الله حل في الكون، أو الكون هو الله) ويعرضون عن توحيد الألوهية، فلا يتقيدون بالشرع، ولا يأتمرون بأوامر الله، ولا ينتهون عن نواهي الله تعالى، فهؤلاء الصوفية شر من القدرية المعتزلة، بأن العبد خالق لأفعاله؛ فقالوا بخالقين! وتقول المجوس: إن خالق الشر غير الله.
فهم أيضاً قالوا بخالقين، ولكن هؤلاء الصوفية يشبهون المشركين الذين يعبدون الأوثان والأصنام ولا كتاب لهم.
ولا شك أن المشركين الوثنيين شر من المجوس؛ لأن المجوس يعدون من أهل الكتاب، ولذا قرر الفقهاء الفقهاء أن المشركين لا جزية عليهم ولكن المجوس عليهم الجزية، فأنزلوهم منزلة أهل الكتاب وهم لاشك أنهم مشركون، ولكن أخف شركاً من شرك المشركين الوثيين الذين يعبدون الأصنام.
8 ـ معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ "ومن قال: إنه يفعل عندها لا بها؛ فقد خالف ما جاء به القرآن".
قصد شيخ الإسلام: أن الله تعالى ـ ولا شك ـ قد قدر الأشياء وعلمها في الأزل، وكل ما يحدث في الكون لا يحدث إلا تحت مشيئته وإرادته وتحت علمه وقدرته، ولكن الله تعالى ربط المسببات بالأسباب، فتلك المسببات لا تحدث إلا بتلك الأسباب كما قال: {فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ} [الأعراف: 57] .
أي علق إنزال الماء بسبب السحاب، وقال تعالى: {فَأخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [الأعراف: 57] ، فعلق الله تعالى إخراج الثمرات بسبب الماء من المطر والعيون.