1ـ توحيد العامة: ويعنون به توحيد الألوهية، وهو الذي يصح بالشواهد أي الرسل.

2ـ توحيد الخاصة: وهو الذي يثبت بالحقائق، ويقصدون به الفناء في الربوبية، وهو حقيقة التوحيد عندهم، والمحقق له يسمى عارفاً عندهم1، وأعلى مراتبه أن يغيب العارف بمشاهدة موجوده وهو الله تعالى عن وجود نفسه هو، أي يغيب عن الخلق باستحضاره للحق، وبمشهوده أي ربه عن شهوده لنفسه، وبمعروفه أي ربه عن معرفته لنفسه، وهذه الغيبة الصوفية2 التي تسمى بوحدة الشهود؛ وهي تختلف عن وحدة الوجود؛ لأنهم يعتقدون وجود المخلوقات وأنها غير الله، ولكن لا يشاهدها لقوة تعلقه بالله، ويمثلون لذلك بشعاع الشمس، فإنه يطغى على جميع النجوم فلا تشاهد مع أنها موجودة.

وقولهم هذا باطل من وجهين:

• الأول: أنه حال ناقص؛ فإن غياب العقول عن المشاهدة والمعرفة لم يأتِ به الشرع، ولم يكن عليه الرسل ولا السلف الكرام من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

• الثاني: أنه لو أقر به المشركون وفنوا فيه لم يصيروا بذلك مسلمين، فضلاً عن أن يكونوا أولياء عارفين.

3ـ توحيد خاصة الخاصة: وهو القائم بالقدم عندهم، وهو وحدة الوجود التي ينتهي إليها أئمتهم.

3 ـ حقيقة الفناء:

لقد تقدّم تعريف الفناء في اللغة، أما عند المتصوفة فهو عدم الإحساس بعالم الملكوت في الاستغراق في عظمة البارئ ومشاهدة الحق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015