إلا الله ولا معروف إلا الله، فغايتهم الفناء في توحيد الربوبية، بحيث يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل، ومعلوم أن هذه الغاية هي ما أقر به المشركون من التوحيد، وهي الغاية لا يكون بها الرجل مسلماً فضلاً أن يكون من أولياء الله.
الفناء: لغة: مصدر فنَِيَ، ومعناه: الاضمحلال والتلاشي. والزوال كقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} .
عناصر الموضوع:
1ـ حقيقة التوحيد عند الصوفية:
حقيقة التوحيد عند الصوفية أنهم انقسموا في ذلك إلى ثلاث طوائف:
• الطائفة الأولى: المتصوفة الذين وافقوا أهل الكلام في التوحيد؛ فحقيقة التوحيد عندهم هو ما عند أهل الكلام، ومعناه: هو اعتقاد الوحدانية لله ذاتاً وصفة وفعلاً، فيدّعون أن توحيد الربوبية هو غاية التوحيد وهو أن يشهد المرء أن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه، ولا سيما إذا غاب العرف بموجوده عن نفسه، وبمشهوده عن شهوده، وبمعروفه عن معرفته، ودخل في فناء توحيد الربوبية بحيث يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل، ومعلوم أن هذه الغاية هي ما أقر به المشركون من التوحيد، وهي الغاية لا يكون بها الرجل مسلماً فضلاً أن يكون من أولياء الله.
• الطائفة الثانية: المتصوفة الاتحادية؛ فتوحيدهم: أن الله موجود أزلاً في كل شيء حتى الكلب والخنزير والقرد، ويعتقدون أن كل المخلوقات ما هي إلا صور تتجلى فيها الذات الإلهية، أي أن الموجود الحقيق هو الله وحده وكل المخلوقات صورة له منذ الأزل.
• الطائفة الثالثة: المتصوفة الحلولية؛ فتوحيدهم: أن الله يحلُّ في عباده الصالحين بكثرة العبادة وإخلاص الحب لله.
2 ـ أقسام التوحيد عند الصوفية:
ينقسم التوحيد عند الصوفية إلى ثلاثة أقسام: