تخاف أن يسلط الله عز وجل عليك كلبه؟ " فخرج مع ناس في سفره فأخذه الأسد.
وروى زيد بن أسلم عن عبد ربه عن أبي هريرة قال: الكلب العقور الأسد.
ولا يخلو أن يكون ذلك لغة أو شرعًا، وأيهما كان فهو حجة.
ويدل على ما قلناه أيضًا: أن الكلب العقور لما أبيح قتله، وكذلك الذئب للضرر الذي يلحق من جهته بعدوه وافتراسه الذي يحصل منه ابتداءًا، وكان السبع أدخل في هذه المعاني، وكانت فيه أوجده مضرة أشد وجب أن يكون بالقتل أولى. ولأن إباحة قتل وسقوط الجزاء لا يخلو أن يكون للعدو الذي فيه [] ولوجودها حال القتل، أو لكونه مما لا يؤكل لحمه فإن كان لأنه مما لا يؤكل لحمه فذلك باطل بالضبع؛ لأنها غير مأكولة، وليس له قتلها، وفيها الجزاء متى قتلها.
وإذا بطلت هذه الوجوه الم يبق إلا ما قلناه.
فإن قيل: ما أنكرتم من معنى آخر؛ وهو أن البلوى به عامة.
قد قيل له: ليست البلوى به بأعم من البلوى بالأسود والضباع، ولا المراعي أيضًا كثرتها في بعض الطرق؛ لأن السباع أيضًا كثيرة في طرق أخر، وإنما المراعي ما قلناه من الابتداء بالضرر.