شرح الرساله (صفحة 687)

قلنا: هذا الاعتراض ليس بصحيح من قبيل أن العادي وصف لطبعه وما جبل عليه، سواء وقع منه في تلك الحال أم لا؛ كما وصف السيف بأنه قاطع، والخبر بأنه شائع، والماء بأنه مروٍ، وما أشبه ذلك؛ فكذلك السبع من طبعه أن يكون عاديًا، ولم رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن العدو علة إباحة قتله؛ لأنه لو أراد ذلك لم يكن لتخصيص السبع معنى؛ لأن كل ما عدا على الإنسان فله دفعه عنه وإن أدى إلى قتله - سبعًا كان أو غيره.

ويدل على ما قلناه: ما رويناه من حديث ابن عمر وأبي سعيد وعائشة- رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "خمس ليس على المحرم في قتلهن جناح .... " فذكر الكلب العقور.

واسم الكلب ينطلق على الأسد شرعًا، ولغة. أما اللغة: فاسم الكلب مأخوذ من التكلب، ومنه قوله تعالى ذكره: {وما علمتم من الجوارح مكلبين} أي: مضربين ومحرضين.

والعقور من العقر.

ولمخ يخص أهل اللغة بهذه التسمية في عين دون عين.

وهذه المعاني في السبع أوجد منها في الكلب؛ فكان بأن يسمى بها أولى.

وأما الشرع: فما روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ سورة النجم فقال عتبة بن أبي لهب: كفرت برب النجم. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-: "أما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015