وأما إذا لم يعلم أماتا معًا أو مرتبًا
عندك ... صحيح النسخة عندي سيئة جدًا، فلا توارث هذا الجواب سقط، لكن موجود في الطبعة هذه، عندي طبعة حجرية محكمة أجود من هذه، فلا توارث، إذًا لم يعلم أماتا معًا أو مرتبًا فعند زيد بن ثابت وبه قال مالك والشافعي وأبو حنيفة رحمهم الله، فلا توارث هذا الجواب، وذكر أن عليًّا ورَّث بعضهم من بعض، كلٌ منهما يرث من الآخر، من تلاد أموالهم القديم دون طريفها جديد يعني، وبه قال أحمد، وإنما لم يرث من الطريف لأنه لو ورَّثَه منه لأدى أن الشخص يرث من نفسه، وهذا غريب هو ماله أخذه من الأول، ثم لا يرث منه مرةً أخرى. إذًا نقول: الضابط في هذا توريث أحدهما من الآخر دون العكس هذا تحكم، إذا ورَّثت واحدًا دون الآخر حينئذٍ نقول: هذا تحكم، يعني إعمالٌ للرأي تحتاج إلى دليل، وكذلك توريث كلٍّ منهم من الآخر تناقض، إذ كونه وارثًا أنه متأخر، وكونه مورِّثًا أنه متقدم، وهو نحن لا نعلمه هنا، الصورة المضمر #1.02.36 مفروضةٌ في ماذا؟ إذا لم نعلم السابق من هو، حينئذٍ كيف نجعل الأول مورِّث ثم نأتي نجعله وارِثًا، ثم نأتي بالثاني نجعله وارثًا، ثم نجعله مورثًا، نقول: هذا يعتبر تناقضًا.
................ ... فَلاَ تُوَرِّثْ زَاهِقًا مِنْ زَاهِقِ
وَعُدَّهُمْ كَأَنَّهُمْ أَجَانِبُ ... ..........................
وَعُدَّهُمْ كَأَنَّهُمْ أَجَانِبُ) يعني (وَعُدَّهُمْ) أي الموتى بغرقٍ ونحوه كالحرق والهدم أي اجعلهم، وعد الموت بالغرق ونحوه (كَأَنَّهُمْ) أنهم تنزيلاً لهم منزلة الأجانب (أَجَانِبُ) انظروا الكلمة قديمة ليست حادثة (أَجَانِبُ) سيغضب البعض من هذه الكلمة، ولا بأس بها من حيث اللغة لا بأس بها، حسب الشرع (كَأَنَّهُمْ أَجَانِبُ) أي لا قرابة بينهم، ولا غيرها من ما يقتضي الإرث، يعني انتفى سبب الإرث، لا نكاح، ولا ولاء، ولا نسب، وهم في الأصل أنهم وجد فيهم سبب الإرث، لكن لما لم يعلم السابق من اللاحق بعينه حينئذٍ نُزِّلَ ذلك مُنَزّلة العدم كأنه لا قرابة بينهم
.... كَأَنَّهُمْ أَجَانِبُ ... فَهَكَذَا الْقَوْلُ السَّدِيدُ الصَّائِبُ
(فَهَكَذَا) أي مثل ما قلناه من عدم التوريث (الْقَوْلُ السَّدِيْدُ الصَّائِبُ) الصواب يعني، يقال: سد الشيء سدادًا إذا كان صوابًا، وأَسَدَّ الرجل جاء بالصوابِ، الصواب بمعنى المصيب، يعني الموافق للواقع، وأسد الرجل جاء بالصواب في قولٍ أو فعلٍ يعني يوصف القول بالصواب، ويوصف الفعل بالصواب، ورجل مُسَدَّد يعني موفقٌ للصواب. فقوله: (الصَّائِبُ) أي المصيب، صائب مصيب، فَسَّرَ اسم الفاعل باسم الفاعل، وإنما ذكر مصيب مع الصائب لاشتهار الثاني وأكثريته والأول مثله، لكنه ماذا؟ قليل، فسَّرَ الصائب الذي هو اسم فاعل صَاب بالمصيب الذي هو اسم فاعل أَصَاب لأشهريته وأكثريته، أي: المصيب غير مخطئ، عطف تفسير، هكذا قال: عطف تفسير. وهو ممكن، ممكن عطف تفسير يقصد به عطف بيان، والمحشي يقول: ليس بكلام الناظم عطف وإنما هي صفةٌ موضحة، وهذا الأصل أنها صفة موضحة لكن عطف تفسير لا إشكال فيه يمكن حمله، لا يُخَطّأ نَحْوِيًّا. (فَهَكَذَا الْقَوْلُ السَّدِيدُ الصَّائِبُ).