* باب المناسخات.
* المناسخات لغة واصطلاحا.
* أحوال المناسخات.
* الحالة الثالثة وأحوالها وطريقة العمل مع كل حالة.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد.
قال الناظم رحمه الله تعالى: (بَابُ الْمُنَاسَخَات)
قال الشارح: لما أنهى الكلام الناظم على تصحيح المسائل بالنسبة لميت واحد، شرع في تصحيح المسائل بالنسبة لميتَيْنِ فأكثر وهو المسمى بالمناسخات.
في ما سبق في المسائل المتعلقة بتصحيح المسائل إنما هي باعتبار ميت واحد، وأما الذي سيأتي معنا هو أن يجمع في مسألة واحد أو في صورة واحدة أو بتصحيح واحد بين الميتَيْنِ فأكثر، وما سبق تصح المسألة من ست مثلاً ويكون الميت واحد وهنا لا، نجمع بين ميتَيْنِ ونجعل لهما أصلاً واحدًا. نجعل الورثة من المسألة الأولى، والمسألة الثانية تحت جامعة واحدة تسمى جامعة المناسخة (بَابُ الْمُنَاسَخَات) أي باب بيان العمل فيها. قال البيجوري: وهذا الباب من مستصعبات هذا الفن، ولا يتقنه إلا ماهر في الفرائض والحساب. هو أصعب شيء في باب المناسخات والفرائض العكس كثير من العلوم الشرعية أولها سهل وآخرها صعب، كثير من المسائل أو العلوم الأخرى كالأصول والنحو والصرف أولها صعب وآخرها سهل، وأما هذه المسائل فلا، أولها يكون سهل ثم إذا جاء إلى الأخير المناسخات كذلك توريث المفقود والحمل والخنثى المسائل تكون فيها شائكة لكثرة الأعداد فيها، وأما ما سبق فهو أمر سهل، لكن لن يتقن هذا الباب إلا من أتقن ما سبق، هذا الباب من مستصعبات هذا الفن ولا يتقنه إلا ماهر في الفرائض والحساب.
(بَابُ الْمُنَاسَخَات) المناسخات جمع مناسخة، يعني وجمع له مفرد، له واحد، والمشهور أن يكون بفتح السين مناسَخة ويجوز مناسِخة بالكسر على أنه اسم فاعل، وأما بفتح السين فهو مصدر مناسخة ناسخ يُنَاسخ مناسخة فهو المصدر، حينئذٍ يرد السؤال إذا كان مصدرًا من القواعد أن المصدر يثنَّى ولا يجمع، فكيف جمعه الناظم هنا؟ نقول: باعتبار اختلاف الأنواع، لأن المناسخات على ثلاثة أحوال كما سيأتي بحثه، لكن الناظم لم يذكر إلا حالة واحدة حينئذٍ كيف جمع وذكر حالةً واحدة؟ نقول: هنا فيه إحالة إلى حالتين الأخريين، بمعنى أنه ذكر حالةً واحدة والباب في مناسخات جمع، والأصل فيه أنه يذكر تحت الباب ما هو متعدِّد اثنين فأكثر، حينئذٍ يرد السؤال نقول: الصواب أو الأولى أن يُعتذر للناظر بأنه ذكر الجمع في التبويب وذكر مسألة واحدة أو حالة واحدة من أحوال المناسخات الثلاث والإحالة تكون على الموقف، يعني الْمُعَلِّل وأصعب الحالات التي تُذكر في باب المناسخات هي التي نظمها، فمن فهمها فهم ما دونها من باب أولى وأحرى.
إذًا جمعت مع أن المصدر لا يثنَّى ولا يجمع لاختلاف أنواعها، أو يكون بفتح السين على أنه اسم مفعول مناسَخة نَاسَخ يُناسخ فهو مُنَاسِخ ومناسَخ، ويصح كسرها على خلاف الأشهر على أنه اسم فاعل، وعلى كلٍّ إذا قيل بأنه مصدر مناسَخة أو اسم مفعول أو مناسِخة، الوزن يكون من باب المفاعلة وهل المفاعلة على بابها؟ الصواب: لا. ليست على بابها، وإنما هو مجاز، وعلى كل من هذه الأحوال الثلاثة فالمفاعلة ليست على بابها، لأن الأولى منسوخة فقط، والثانية ناسخة فقط.