(فَذَاكَ) ما هو الفاء هنا للتفريق، وذاك راجع لجميع النسب السابقة، يعني: الناتج من النظر بين المثبتين العددين المثبتين إما بالتداخل وإما بالتباين الناتج (فَذَاكَ جُزْءُ السَّهْمِ) وهو أي جزء السهم الناتج من النظر بين المنكسر والمنكسر عليه في الانكسار على فريقٍ واحد، والناتج من النظر بين الرواجع في الانكسار على أكثر من فريقٍ واحد. إذا نظرت إلى الأعداد المثبتة أو الرواجح وأنهيت [بين النظرين] بين الاثنين الفريقين المنكسرين قلت: هما متباينان إذًا ماذا تصنع؟ تضرب أحدهما بالثاني الناتج فذاك جزء السهم. إذًا جزء السهم يعم ما كان الانكسار على فريقٍ واحد أو على أكثر من فريق، فليس خاصًا فيما إذا تعددت الفرق وإنما هو عام يشمل ما إذا كان الانكسار على فريق واحد أو على أكثر من فريق، إن كان على فريق واحد وكان التباين أخذت عدد الرؤوس وضربته بالأصل، هذا عدد الرؤوس هو جزء السهم، فذك هذا راجع لجميع النسب السابقة، (جُزْءُ) ذاك مبتدأ، و (جُزْءُ) خبر وهو مضاف الثاني مضاف إليه، (فَذَاكَ) أي ما حصلته من ذي النسب الأربعة وهو أحد المتماثلين فيما إذا كان التماثل، وأكبر المتداخلين فيما إذا كان هناك تداخل ويعبر عنه بالتناسب كما مر بكلام المصنف، ومصطح وفق أحد المتوافقين في كامل الآخر، مصطح المراد به الناتج الحاصل هكذا يعبرون في كتب الحساب بهذا، ومصطح أي: وحاصل ضرب وفق أحد المتوافقين في كامل الآخر فيما إذا كان هناك توافق، ومصطح المتباينين يعني وحاصل ضرب أحد المتباينين في الآخر إذا كان هناك تباين، جزء السهم أي حظ، جزء بمعنى حظ، والسهم أي الواحد من أصل المسألة أو مبلغها بالعول إن عالت من التصحيح يعني من المصحح (وَاحْذَرْ هُدِيْتَ أَنْ تَزِيْغَ عَنْهُ) انتبه لا تخطأ في هذا ولا تمل عنه لأنه ينبني عليه إعطاء كل ذي حقٍ حقه، فإذا أخطأت حينئذٍ أخطأت في تقسيم التركة، ... (وَاحْذَرْ) هذا تحذير فعل أمر، (هُدِيْتَ) فعل مُغَاير الصيغة فهو نائب فاعل، جملة معترضة لا محل لها من الإعراب (هُدِيْتَ) يعني هداك الله عز وجل، (أَنْ تَزِيْغَ عَنْهُ) احذر أن تزيغ هذا معمول مفعول احذر، أن ما دخلت عليه بتأويل مصدر، والزيغ بمعنى الميل، (عَنْهُ) الضمير يعود على جزء السهم، (احْذَرْ هُدِيْتَ أَنْ تَزِيْغَ عَنْهُ)، (فَاحْفَظَنْهُ) في نسخة فاعلمنه يعني اعلم جزء السهم (فَاحْفَظَنْهُ) هذا أولى، فاعلمنه علمته أولاً حصل الناتج جزء السهم قال: (فَذَاكَ جُزْءُ السَّهْمِ) فاعلمنه (فَاحْفَظَنْهُ)، على كلٍّ كلاهم جائز، لكن (فَاحْفَظَنْهُ) أولى لأن هو الذي يحفظ هو الذي يكون أو يترتب عليه ما يأتي. فاعلمنه أي: جزء السهم (فَاحْفَظَنْهُ) أي: جزء السهم المذكور (وَاحْذَرْ) (أَنْ تَزِيْغَ عَنْهُ)، وفي بعض النسخ كما ذكره الشارح هنا أن تضل، الضلال والزيغ بمعنى.