وإن يشابِهِ مضافُ يفعلُ وصفًا خاتَم رُسْلِ، خاتِم رسْل، إذًا صار هنا اسم الفاعل مضاهي للفعل، إذًا عن تنكيره لا يعزل، ونحن نقول صفة لمحمد، وشرطُ الصفة أن تكون موافقة للموصوف تعريفًا وتنكيرًا، ما الجوابُ؟ نقول: الجواب: لا يقال إنه نكرة لأنه اسم فاعل وهو لا يتعرف بالإضافة، والمعرفة لا تنعت بالنكرة لأننا نقول: هو معرفة، خاتِم رُسْلِ ربِّه لأن رسل هذا نكرة أضيف إلى ربِّه فتعرَّفَ، إذًا رُسْلِ ربِّه معرفة فأضيف إليه خاتِمْ حينئذٍ نقول: تعرف به، لأنه وإن كان اسم فاعل لكنه بمعنى المضي، وهو حينئذٍ يتعرفُ بالإضافة، خاتِم الآن أو فيما سبق النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ أن بُعث وهو خاتم فهو وصفٌ لازمٌ له في حياته وبعد وفاته عليه الصلاةُ والسلام، حينئذٍ صار المعنى فيما مضى، ولا يشترط في الفعل الماضي أو دلالة الشيء على المضي أن يكون منقطعًا بل قد يكون مستمرًا، {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} كان فيما مضى وهو مستمرٌ إلى أبد الآبدين، حينئذٍ نقول: [كونه على وزن فاعل لا يدل على] (?) كونه بمعنى المضي لا يدل على الانقطاع، خاتَمُ خاتِمُ الوجهين رُسْل ربِّهِ، قال الشارح: وأنبيائِه. بمعنى أنه إذا كان خاتِم للرسل فأيهما أخص؟ الرسول أخص من النبي، حينئذٍ هل يلزم من ختم الرسالة ختمُ النبوة؟ قد يكون خاتِمًا للرسل وثَمَّ أنبياء، [أي نعم] قد يكون خاتِمًا للرسل وثَمَّ بعده أنبياء لكن لا من التقدير فنجعله من باب الاكتفاء، خاتمُ رسلِ ربِّه أي وأنبيائهِ لا بد من هذا ففي كلامه اكتفاءٌ على حدِّ قوله تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: 81]. والبرد حذف الثاني والبرد لدلالة ما سبق عليه، لأن السرابيل هذه لا تقي الحرّ فقط حتى البرد، الناس تلبيس الثياب اتقاءً للبرد كذلك للحرِّ. محمد خاتم رسل ربه وآله من بعده وصحبه.

نقف على هذا، والله أعلم.

وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015