خاتمُ رسل ربه أي الذي خُتموا به، فهو اسم آله، وبالكسرِ اسمُ فاعل أي الذي ختمهم، خاتمِ هو الذي ختم، اسم فاعل فهو منسوبٌ إليه الوصف، منسوب كضارب وقاتل ضارِب نسب إليه الوصف وهو الضرب، خاتِم أسند إليه الوصف وهو الختم، إذًا خاتِمُ وخاتَم يجوز فيه الوجهان إن كان بالفتح خاتَم فهو اسم آلة، وإن كان بالكسر فهو اسم فاعل، على الأول خاتَم اسم آلة، أي: الذي خُتِموا به، فنُظِرَ إليه من كونِهِ من جهة كونه آلة في الختمِ، كأنهم خُتِموا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك شبه به، وبالكسر اسم فاعل أي الذي ختمهم (خاتمُ رُسلِ) رُسْلِ إسكانِ السين ضرورة للوزن، إسكان السين كلامي صحيح أو لا؟ ضرورة للوزن بإسكان السين، بعضهم يعبِّر هكذا، كُتْب كُتُبْ فُعُل كل ما كان على وزنِ فُعُل بضمتين ضم الفاءِ والعين هذا يجوز إسكانه، كُتُب تقول كُتْب بإسكان التاء، كذلك هنا رُسُل رُسْل يجوز فيه الوجهان لغةً، حينئذٍ إذا اضطُرّ الناظم أو الشاعر أن يأتي باللغة التي هي الإسكان لا نقول: ضرورة، لأنه إذا قيل ضرورة معناه أنه عجز نقص عيب، لم يتمكن من الإتيان باللغة الفصحى فعدل إلى الثاني، ولكن نحن نقول ابتداءً: رسْل بإسكان السين لغةٌ في رُسُل كما نقول: كتْبٌ لغةٌ في كُتُب. إذًا لا نقول بأنه لضرورة الوزن. (خاتمُ رسلِ ربِّه) بسِكون السين لغةٌ، أي آخِرُ رُسل ربه ومتمِّمٌ لهم، وهو نعتٌ لمحمدٍ، لا يقال إنه نكرة لأنه اسم فاعل وهو لا يتعرف بالإضافة، محمد قلنا هذا عَلَمْ معرفة وهو موصوف، وشرطُ الصفة الإتحاد تعريفًا وتنكيرًا، وخاتَم إذا قلنا خاتِم على أنه اسم فاعل هل يصح الوصفُ به لكونه أُضيف [ها]؟ اسمُ الفاعل لا يتعرف
وإن يشابِهِ مضافُ يفعلُ ... وصفًا فعن تنكيره لا يُعزلُ