قلت: فالواو فِي قَوْله: {وَرَبك الأكرم} للْحَال، و {رَبك} مُبْتَدأ و {الأكرم} خَبره أَو صفته، و {الَّذِي علم} خَبره، أَي علم الْقُرْآن بِأَن كتبه فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ فقرئ وَنقل، وَقيل: علم الْكِتَابَة بِخلق الْقَلَم ثمَّ عمم وَقَالَ: {علم الْإِنْسَان مَا لم يعلم} ، أَي كل شَيْء لم يكن يُعلمهُ مِمَّا فِيهِ صَلَاح دينه ودنياه، وَلم يَأْتِ بواو الْعَطف.
وَقيل: {علم الْإِنْسَان مَا لم يعلم} بَيَان لقَوْله: {علم بالقلم} وَالْمرَاد بالإنسان الْجِنْس أَي علمه الْكتاب، علمه مَا لم يعلم.
وَقيل: المُرَاد بالإنسان هُنَا آدم لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ علمه أَسمَاء كل شَيْء.
وَقُرِئَ شاذا: علم الْخط بالقلم.
وَقيل: المُرَاد بالإنسان النَّبِي مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - حَيْثُ علم البديهيات والنظريات، وَعلم مَا كَانَ وَمَا يكون وَهُوَ أُمِّي، فعلى هَذَا المُرَاد ب: {علم} يعلم، لِأَن هَذَا أول مَا نزل.
وَفِي ابْتِدَائه بإنزال هَؤُلَاءِ الْآيَات عَلَيْهِ التَّنْبِيه على النّظر والفكر المؤديين إِلَى علم التَّوْحِيد لذكر الربوبية المنتظمة للتربية وَالتَّدْبِير واللطف بِالصِّحَّةِ والرزق.
وتنبيه ثَان على الِاسْتِدْلَال بِمَا يرَاهُ من خلق جنسه من أَهله وَولده وَغَيرهم مِمَّا يعلم أَن حَاله وحالهم فِيهِ سَوَاء، من ظُهُورهمْ أشخاصا حَيَّة