قلت: وَقع فِي " كتاب السُّهيْلي ": " سُلَيْمَان بن الْمُعْتَمِر "، وَالصَّوَاب: " الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان " كَمَا ذَكرْنَاهُ، وَإِنَّمَا انْقَلب عَلَيْهِ الِاسْم، وَكَذَا قَالَ بعده فِي الْمَوْضِعَيْنِ: " ابْن الْمُعْتَمِر " وَصَوَابه دون ذكر " ابْن "، وَالله أعلم.
قَوْله: " مَا أَنا بقارئ ":
قَالَ الْمَازرِيّ: " قيل " مَا " هَا هُنَا نَافِيَة، وَقيل: استفهامية، كَأَنَّهُ قَالَ: وَأي شَيْء أَقرَأ - قَالَ -: وَقد ضعفوا الِاسْتِفْهَام بِإِدْخَال الْبَاء، وَلَو كَانَ استفهاما لقَالَ: " مَا أَنا قَارِئ "، وَإِنَّمَا تدخل الْبَاء على: مَا: النافية فتكونه الْبَاء تَأْكِيدًا للنَّفْي.
قَالَ القَاضِي عِيَاض: " يصحح جعلناها من قَالَ: إِنَّهَا للاستفهام رِوَايَة من روى: " مَا قَرَأَ " قَالَ: وَقد يصحح أَيْضا أَن تكون هُنَا " مَا " نَافِيَة.
قلت: إِن جعلنَا نَافِيَة احْتمل الْكَلَام مَعْنيين:
أَحدهمَا: الِامْتِنَاع من أصل الْقِرَاءَة على الْإِطْلَاق أَي لَا أفعل كَمَا تَقول لمن قَالَ لَك: قُم: مَا أَنا بقائم، وَيكون سَبَب امْتِنَاعه من الْقِرَاءَة خشيَة أَن يكون عرض لَهُ عَارض من الْجِنّ إِذْ لم يكن بعد قد تحقق أَنه