قلت: وجدت هَذِه الْحِكَايَة (فِي " درة الغواص " منسوبة إِلَى أبي عمر الزَّاهِد، ووجدتها) فِي مَوَاضِع أخر بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ عَن بعض أهل الْعلم قَالَ: " الْعَامَّة لحنت (فِي " حراء ") فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع: فتحت حاءه وَهِي مَكْسُورَة، وقصرته وَهُوَ مَمْدُود، وَتركت صرفه وَهُوَ مَصْرُوف فِي الِاخْتِيَار لِأَنَّهُ اسْم جبل ".
قلت:
وَلَو ضم إِلَيْهِ أَنهم كتبوه بِالْيَاءِ لَصَارَتْ أَرْبَعَة، إِلَّا أَن ذَلِك من تَفْرِيع كَونهم يقصرونه، وَالصَّوَاب مده وَكتبه بِالْألف، وحراء: جبل بِأَعْلَى مَكَّة لَهُ قلَّة مشرفة منحنية، والغار مشرف فِي رَأسه مِمَّا يَلِي الْقبْلَة، وَمَا أحسن مَا وَصفه بِهِ رؤبة بن العجاج الراجز فِي قَوْله:
(فَلَا وَرب الْأَمَانَات الْقطن ... وَرب وَجه من حراء منحن)
وَقَالَ الشَّاعِر:
(تفرج عَنْهَا الْهم لما بدا لَهَا ... حراء كرأس الْفَارِسِي المتوج)