عبد الله بن وهب بن مُسلم أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ:
من كبار أهل مصر فِي الْعلم والزهد والورع، صنف الْكتب وَنشر الْعلم وَلزِمَ النّسك.
سمع عَمْرو بن الْحَارِث وَابْن جريج ومالكا وَالثَّوْري وَاللَّيْث وحيوة وَغَيرهم، روى عَنهُ اللَّيْث وَسَعِيد بن أبي مَرْيَم وَإِسْمَاعِيل بن أبي أويس وَسَعِيد بن مَنْصُور وَغَيرهم، وَكثر أَصْحَابه من أهل مصر وَغَيرهَا.
وَعرض عَلَيْهِ يحيى بن خَالِد الْقَضَاء فَكتب إِلَيْهِ: " إِنِّي لم أكتب الْعلم أُرِيد أَن أحْشر بِهِ فِي زمرة الْقُضَاة وَلَكِنِّي كتبت الْعلم أُرِيد أَن أحْشر (بِهِ) فِي زمرة الْعلمَاء ".
ثمَّ طلبه لولاية الْقَضَاء أَمِير مصر من قبل الْمَأْمُون وَهُوَ عباد بن مُحَمَّد فتغيب فَسمع وَهُوَ يَقُول: " يَا رب، يقدم عَلَيْك إخْوَانِي غَدا عُلَمَاء حكما فُقَهَاء وأقدم عَلَيْك قَاضِيا، لَا يَا رب، وَلَو قرضت بِالْمَقَارِيضِ ".
وَقَالَ لَهُ أَهله: " لَعَلَّ الله يحيي الْحق على يَديك، فَقَالَ: أردتم أَن تَأْكُلُوا ديني ".
وَقَالَ لبَعْضهِم: " ألم تعلم أَن الْقُضَاة يحشرون يَوْم الْقِيَامَة مَعَ السلاطين، ويحشر الْعلمَاء مَعَ الْأَنْبِيَاء ".