وَمن أعجب مَا وَقع لي من رِوَايَته أَنه روى عَن ثَلَاثَة من أَصْحَاب الزُّهْرِيّ بَعضهم عَن بعض عَن الزُّهْرِيّ، وَقع ذَلِك فِي " كتاب الْأَرْبَعين " لأبي الْمَعَالِي ابْن الْجُوَيْنِيّ الْفَقِيه رَحمَه الله، قَالَ يحيى بن عبد الله بن بكير: حَدثنِي اللَّيْث بن سعد، عَن ابْن الْهَاد، عَن إِبْرَاهِيم بن سعد، عَن صَالح بن كيسَان، عَن ابْن شهَاب الحَدِيث.
قَالَ مُحَمَّد بن سعد: " وَكَانَ اللَّيْث قد اسْتَقل بالفتوى بِمصْر، وَكَانَ ثِقَة كَبِير الحَدِيث صَحِيحه، وَكَانَ سريا من الرِّجَال نبيلا، سخيا لَهُ ضِيَافَة ".
وَمَات بِمصْر فِي شعْبَان سنة خمس وَسبعين وَمِائَة، وَقيل: سنة أَربع وَسبعين، وَمَات مَالك بن أنس سنة تسع وَسبعين.
قَالَ الإِمَام الشَّافِعِي: " مَا فَاتَنِي أحد فأسفت عَلَيْهِ مَا أسفت على اللَّيْث وَابْن أبي ذِئْب ".
وَقَالَ أَيْضا: " اللَّيْث أفقه من مَالك إِلَّا أَن أَصْحَابه لم يقومُوا بِهِ ".