قَوْله: " فَرَجَعت فَقلت: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَدَثَّرُونِي، فَأنْزل الله تبَارك وَتَعَالَى: {يَا أَيهَا المدثر - إِلَى قَوْله - وَالرجز فاهجر}
قد سبق معنى قَوْله " زَمِّلُونِي " و " دَثرُونِي " وَفِي رِوَايَة صَالح بن أبي الْأَخْضَر عَن الزُّهْرِيّ: " فدثرت فجَاء جِبْرِيل - صلى الله عليه وسلم - بِرجلِهِ: {يَا أَيهَا المدثر قُم فَأَنْذر وَرَبك فَكبر وثيابك فطهر وَالرجز فاهجر} قَالَ أَبُو سَلمَة: وَالرجز الْأَوْثَان الَّتِي كَانُوا يعْبدُونَ من دون الله عز وَجل ".
وَقَوله: " زَمِّلُونِي أَي غطوني بِثَوْب، وَإِذا كَانَ ذَلِك مِنْهُ بِنَفسِهِ قيل: تزمل وازمل فَهُوَ متزمل ومزمل، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {يَا أَيهَا المزمل} أَي الَّذِي تزمل فِي ثِيَابه أَي تلفف بهَا، فالمزمل هُوَ المتزمل أدغمت التَّاء فِي الزَّاي، وَنَحْوه المدثر فِي المتدثر، وَقُرِئَ: {المتزمل} على الأَصْل، و {المزمل} بتَخْفِيف الزَّاي وَفتح الْمِيم وَكسرهَا على أَنه اسْم فَاعل أَو مفعول من: زمله غَيره أَو زمل نَفسه.
والمدثر: لَا بس الدثار وَهُوَ مَا فَوق الشعار وَهُوَ الثَّوْب الَّذِي يَلِي الْجَسَد، وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " الْأَنْصَار شعار وَالنَّاس دثار "، وَقُرِئَ: {المدثر} على لفظ اسْم الْمَفْعُول من: دثره، وَقيل: المُرَاد أَنه دثر هَذَا الْأَمر وَعصب بِهِ.
وَقَوله: {قُم} أَي من مضجعك، أَو قُم قيام عزم وتصميم.