قلت:
وَالْفرق: بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء الْخَوْف، وَكَذَلِكَ الرعب بِضَم الرَّاء وَالْعين وبإسكان الْعين، وَقُرِئَ بهما.
وَحكى صَاحب " الْعين " أَيْضا بِفَتْح الرَّاء وَإِسْكَان الْعين رعْبًا فَقَالَ: الرعب والرعب لُغَتَانِ يَقُول: رعبته رعْبًا ورعبا، وَقيل: الرعب الْمصدر والرعب الِاسْم فَهُوَ مرعوب ورعيب، ورعبته فَهُوَ مرعب وَهُوَ مرتعب أَي فزع.
وَقَالَ الْجَوْهَرِي: " رعبته فَهُوَ مرعوب إِذا أفزعته وَلَا تقل: أرعبته ".
قَالَ: " وَالْفرق بِالتَّحْرِيكِ الْخَوْف، وَقد فرق بِالْكَسْرِ تَقول: فرقت مِنْك وَلَا تقل: فرقتك ".
قلت:
فَقَوله فِي الحَدِيث: " فرقا " أَو " رعْبًا " كِلَاهُمَا نصب على الْمصدر تَأْكِيدًا كَقَوْلِك: ضربت ضربا، إِلَّا أَنه قرن بِالْفِعْلِ غير مصدره لِأَنَّهُ بِمَعْنَاهُ.
فَقَوله: " جئثت مِنْهُ فرقا " كَقَوْلِه: فرقت مِنْهُ فرقا، وَكَذَا رعبت مِنْهُ رعْبًا، وَأما على رِوَايَة " حثثت " بِالْحَاء الْمُهْملَة فَتكون " فرقا " مَفْعُولا من أَجله نَحْو: هربت خوفًا من زيد.