تكون " بَينا " محذوفة الْمِيم من " بَيْنَمَا " توسعا فِي اللُّغَة لما عرف موضعهَا الَّذِي تسْتَعْمل فِيهِ وَهُوَ إضافتها إِلَى الْجمل على حذف مُضَاف من أَسمَاء الزَّمَان.
فَقَوله: " فَبينا أَنا أَمْشِي " أَي فَبين أَوْقَات مشيي كَمَا أَن تَقْدِير قَوْلك: أَتَيْتُك زمن الْحجَّاج أَمِيرا، أَي زمن إمارته.
وَقَوله: " سَمِعت صَوتا " أَي إِذا سَمِعت صَوتا فَحذف " إِذْ " وَهُوَ الْأَفْصَح عِنْد الْأَصْمَعِي وَغَيره من الْأَئِمَّة كَمَا قَالَ:
(بَينا نَحن نرقبه أَتَانَا ... )
أَي سَمِعت الصَّوْت فِي أثْنَاء أَوْقَات مشيي، وَلَو كَانَ فِي الْكَلَام لَفْظَة " إِذْ " لَكَانَ التَّقْدِير: فاجأني سَماع الصَّوْت فِي أثْنَاء أَوْقَات مشيي لِأَن " إِذْ " أُقِيمَت فِي ذَلِك مقَام المفاجأة، وَكَذَلِكَ " إِذا " كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث بعد ذَلِك وَهُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام دلّ عَلَيْهِ الحَدِيث الْمُتَقَدّم.
وَفِي حَدِيث عبيد بن عُمَيْر: " سَمِعت صَوتا من السَّمَاء يَقُول: يَا مُحَمَّد، أَنْت رَسُول الله وَأَنا جِبْرِيل، فَرفعت رَأْسِي فَإِذا جِبْرِيل فِي صُورَة رجل صَاف قَدَمَيْهِ فِي أفق السَّمَاء ".
قَالَ السُّهيْلي: " وَفِي حَدِيث جَابر أَنه رَآهُ على رَفْرَف، ويروى: " على عرش بَين السَّمَاء وَالْأَرْض ".
وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان الْحَافِظ: ثَنَا ابْن بكير ثَنَا عبد الله بن لَهِيعَة، حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة أَن نَبِي الله